دولة قطر تدعو الى اخلاء منطقة الشرق من اسلحة الدمار الشامل في البيان الذي القاه سعادة الشيخ علي بن جاسم ال ثاني امام مؤتمر اللجنة التحضيرية لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار

أعربت دولة قطر عن املها في ان تسهم نتائج القمة التاريخية التي عقدت مؤخرا بين زعيمي كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية في فتح الباب للتواصل بين شعبي البلدين وتحقيق سلام واستقرار دائمين في شبه الجزيرة الكورية والعالم باسره.
‎وأكد سعادة السفير/ الشيخ علي بن جاسم ال ثاني سفير دولة قطر لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمات الامم المتحدة في فيينا في بيان القاه خلال الجلسة الثانية للجنة التحضيرية لمؤتمر معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 2020 المعقود في جنيف حاليا ان شعوب الشرق الأوسط أحوج ما تكون الى مبادرات دبلوماسية وقرارات شجاعة مشابهة تعيد الأمل بحلول سلمية للمشاكل المستعصية في المنطقة وفي مقدمتها مخاطر سباق التسلح النووي وذلك من خلال الشروع بالخطوات العملية لإنشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الأوسط.
‎وذكر سعادة السفير ان وجود دولة واحدة مسلحة نووية في الشرق الأوسط يجعل تحقيق الاستقرار الاقليمي مهمة شبه مستحيلة ويدفع الى حصول سباق تسلح نووي يؤثر بشكل خطير على الامن والاستقرار العالمي.  
‎وأضاف ان دولة قطر تدرك اهمية المناطق الاقليمية الخالية من الاسلحة النووية في العالم لتعزيز المعايير الدولية لعدم انتشار الاسلحة النووية ونزع السلاح ودعم الجهود الدولية لتحقيق السلام والامن والتشجع على انشاء هذه المناطق واعطائها الضمانات الأمنية الضرورية.
واكد السفير القطري ان خطر انتشار السلاح النووي في منطقة الشرق الاوسط يمثل احد العوامل الرئيسية التي تؤرق شعوب المنطقة بسبب الاضطرابات المستمرة التي تشهدها المنطقة، واستمرار ظاهرة الارهاب والمخاطر الناجمة عن احتمال وقوع اسلحة الدمار الشامل بيد الجماعات الارهابية مما يوجب على الجميع تكثيف التعاون الدولي لتجنيب المنطقة والعالم المخاطر التي تم انشاء معاهدة عدم الانتشار من اجلها.
ومضى سعادته يقول ان الدول غير النووية و منها دول المنطقة نفذت التزاماتها تجاه المعاهدة واخضعت منشأتها وبرامجها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكن لا زالت اسرائيل هي الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط التي لم تنضم لمعاهدة عدم الانتشار النووي مما يتطلب من المجتمع الدولي بالضغط عليها للانضمام الى المعاهدة وانهاء حالة التعتيم والغموض في برنامجها النووي واخضاع جميع منشـأتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية اسوة ببرامج دول المنطقة مثل دول الخليج العربي والعراق وسوريا وليبيا وايران.
‎وتناول سعادته جهود دولة قطر لتنفيذ التزاماتها الدولية بموجب احكام معاهدة عدم الانتشار كونها الركيزة الاساسية لمنظومة عدم الانتشار وتحقيق نزع السلاح النووي الكامل والشامل مشيرا الى دعوتها الدول الأطراف في المعاهدة وبالذات الدول النووية الخمس الى اتخاذ خطوات خلال المؤتمر الاستعراضي للمعاهدة في 2020 من اجل التنفيذ الأمين لبنود المعاهدة وبالذات تنفيذ قرار الشرق الاوسط لمؤتمر 1995 ومؤتمرات المراجعة 2000 و2010 باعتبار ان اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية يعد احد اسس تعزيز السلم و الامن الدوليين .. لذلك فان اهم المواضيع التي تواجه مؤتمر المراجعة 2020 هو عقد المؤتمر المؤجل 2012 وانشاء المنطقة بأشراف ورعاية ومسؤولية الامين العام للأمم المتحدة وممثلو الدول الراعية لقرار مؤتمر 1995 وازالة كافة العقبات بتعاون دول المنطقة.
‎واعتبر ان استمرار وجود الاسلحة النووية بدون افق واضح لنزعها واستمرار الطبيعة التميزية لتنفيذ قرارات المنظمات الدولية الخاصة بعدم الانتشار يقوض مصداقية وفعالية عدم الانتشار.
‎وشدد سعادته على القول: اننا كدول منضمة لمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية امام مسؤولية كبيرة ومعنيين باتخاذ خطوات حقيقية لنزع السلاح النووي والا فسوف لن تثق شعوبنا المتطلعة الى السلام بالمعاهدة مما يتطلب من الدول النووية الاسراع في نزع ترساناتها النووية ووضع الية للتنفيذ بموجب المادة السادسة من المعاهدة ووضع ضمانات من هذه الدول بعدم استخدام تلك الاسلحة او التهديد باستخدامها لان ذلك يهدد منظومة الامن والسلم الدوليين.
ودعا الى ضرورة اتخاذ خطوات عملية تكون اساسا لتنفيذ مضمون "نظام منع الانتشار النووي في العالم" مؤكدا ان هذا لن يتحقق الا بقيام جميع الدول الاطراف بما فيها الدول النووية بواجباتها للحفاظ على عالمية المعاهدة وتحقيق اعلى نسب انجاز في نزع السلاح النووي.
وفي ختام البيان شدد سعادة السفير/ الشيخ علي بن جاسم ال ثاني سفير دولة قطر لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمات الامم المتحدة في فيينا على ان حالة احباط شعوب الشرق الأوسط وصل الى مستوى غير مسبوق بسبب الفشل المتكرر في تنفيذ التعهدات بإنشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط ونحن الان امام لحظة فارقة في تاريخ المنطقة والعالم ونأمل ان يكون الجميع بمستوى المسؤولية.