الأمم المتحدة تعتبر البرنامج العالمي لتنفيذ اعلان الدوحة مبادرة فريدة في تاريخ المؤتمرات الدولية المتعلقة بمنع الجريمة، والسفير القطري بفيينا يطلع الدول الأعضاء على التقدم المحرز في تنفيذ البرنامج

عقد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، اجتماعاً في فيينا لإحاطة بعثات الدول الأعضاء في الامم المتحدة بالتقدم المحرز في إطار البرنامج العالمي لتنفيذ إعلان الدوحة الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية الذي عقد بدولة قطر  في أبريل 2015.
وأكد سعادة الشيخ/ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية النمسا ومندوبها الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة في فيينـا، في كلمته التي أفتتح بها الاجتماع، بأن مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية، اعتمد في ختام أعماله إعلان الدوحة، ودعا إلى إدماج منع الجريمة والعدالة الجنائية في جدول أعمال الأمم المتحدة الأوسع لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز سيادة القانون على الصعيدين الوطني والدولي والمشاركة العامة، وبالتالي فأن هذا المؤتمر والإعلان الصادر عنه أصبحا علامة مميزة في تاريخ مؤتمرات منع الجريمة على المستوى العالمي.
وقال سعادته ان استضافة دولة قطر للمؤتمر الثالث عشر يأتي انطلاقاً من تحملها لمسؤوليتها الدولية وحرصها على تحقيق العدالة الجنائية وإقامة مجتمعات آمنة تحكمها سيادة القانون ومبادئ الحرية والعدالة، وتمشيا مع التزاماتها بدعم التعاون الدولي في خدمة السلام والاستقرار والازدهار للبشرية ، وكذلك التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030،  قررت دولة قطر وبالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وضع توصيات إعلان الدوحة موضع التنفيذ، من خلال تمويل برنامج عالمي واسع النطاق يهدف إلى مساعدة البلدان على تحقيق تأثير إيجابي ومستدام على اربعة أعمدة أساسية هي: منع الجريمة لدى الشباب من خلال الرياضة، وإعادة تأهيل السجناء،  ون‍زاهة القضاء، ومبادرة التعليم من أجل العدالة.
وأبلغ سعادة السفير القطري المشاركين في الاجتماع بأن أكثر من 180 بلدا، معظمها من البلدان النامية، باتت تستفيد من البرنامج العالمي المنبثق عن إعلان الدوحة، مؤكداً إمتنان وتقدير دولة قطر للجهود التي يضطلع بها المسؤولون في مكتب الامم المتحدة في فيينا في تنظيم الإحاطة الإعلامية في فيينا للتعرف على ما تم تنفيذه من التوصيات الواردة في اعلان الدوحة، كما شكر سعادته ممثلي الدول الأعضاء في الامم المتحدة على مساهماتهم في هذا الخصوص.
وأضاف السفير القطري أن إعلان الدوحة أرسى نظما إنسانية ومنصفة للعدالة الجنائية، كما عزّز العلاقة التبادلية بين سيادة القانون والتنمية المستدامة، معرباً عن ثقته في أن جميع الدول الأعضاء لديها الارادة السياسية والعزم لتنفيذ توصيات إعلان الدوحة وتحويلها إلى برنامج عمل يخدم المجتمعات ويحصنها ضد الجريمة المنظمة والفساد والإرهاب والمخدرات، ويعزز التنمية المستدامة لشعوب العالم.
وأشار سعادة السفير علي بن جاسم ال ثاني الى ان هذه المبادرة القطرية لم يسبق لها مثيل في تاريخ مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. حيث استخدم اعلان الدوحة، للمرة الأولى في تاريخ انعقاد مؤتمرات الأمم المتحدة المتعلقة بالجريمة،كأساس لتطوير برنامج تشغيلي يعد الأكبر من نوعه الذي تدعمه دولة  عضو.
كما أشار سعادة السفير القطري الى حدث بارز شهدته اروقة الامم المتحدة في فيينا الأسبوع الماضي له علاقة مباشرة بإعلان الدوحة، وذلك عندما نظم أكبر تجمع من نوعه لكبار القضاة من مختلف أنحاء العالم وتكلل بإطلاق الشبكة العالمية للنزاهة القضائية.
هذا ودعا سعادة سفير دولة قطر لدى جمهورية النمسا ومندوبها الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة في فيينـا في ختام كلمته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، التي لم يتسنى لها المشاركة في أنشطة البرنامج العالمي، إلى التنسيق مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من أجل تحقيق المشاركة في هذه الأنشطة والعمل على تنفيذ توصيات إعلان الدوحة، وتحويلها الى برامج عمل تغطي السنوات القادمة، معرباً عن أمله أن يتم انجاز توصيات الدوحة في مؤتمر طوكيو عام 2020.
من جانبه أعتبر سعادة السيد/ جون براندولينو مدير شعبة شؤون المعاهدات في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، البرنامج العالمي لتنفيذ اعلان الدوحة بانه مبادرة فريدة في تاريخ مؤتمرات الامم المتحدة لمنع الجريمة منذ (60) سنة، مولتها بسخاء الدولة المضيفة للمؤتمر الثالث عشر ، دولة قطر ، مشيراً الى أن البرنامج دخل مرحلة انجاز المشاريع، وأستطاع الوصول الى اكثر من ثلاثة عشر الف من اصحاب المصلحة في اكثر من 180 بلدا.
هذا وأثنـى مندوبو عدة دول حضرت الاجتماع على أنشطة البرنامج العالمي لتنفيذ اعلان الدوحة، وفي مقدمتهم مندوب روسيا الذي قدم التهنئة لكل من دولة قطر ومكتب الامم المتحدة على هذا البرنامج المثمر ،  بينما وصف مندوب الارجنتين، مؤتمر الهيئات القضائية في فيينا واطلاق الشبكة العالمية لنزاهة القضاء وأنشطة تأهيل السجون ودور الرياضة في وقاية الشباب من الجريمة المنبثقة عن إعلان الدوحة، بأنها تمثل عملاً رائعاً..
كما أبدى مندوب بوليفيا امتنان بلاده لأنشطة البرنامج العالمي، مشيراً الى أن رئيس جمهورية بوليفيا يهتم شخصيا بالانشطة الرياضية ودورها في حماية الشباب من الجريمة. كما أشادت مندوبة السلفادور أيضاً بتلك الانشطة التي يقيمها البرنامج العالمي في بلادها منذ عام 2016، وقالت ان البرنامج يقوم بعمل رائع لرفع الوعي في المدارس وتحصين الشباب ضد الجريمة، واعادة تاهيل السجون.