أكدت دولة قطر أنها أدرجت موضوع منع الجريمة لدى الشباب من خلال الرياضة كأحد أركان البرنامج العالمي لتنفيذ إعلان الدوحة، الذي قامت بتمويله، وذلك إيماناً منها بالدور الكبير الذي تضطلع به الرياضة في تحصين الشباب ضد الجريمة والمخدرات، وفي تمكين الافراد والمجتمعات، وتحقيق التنمية والسلام وتعزيز الحوار بين الثقافات والأمم.
جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقاها سعادة السفير سلطان بن سالمين المنصوري سفير دولة قطر لدى جمهورية النمسا الاتحادية، ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، أمام جلسة إحاطة رفيعة المستوى حول التصدي للفساد والجريمة في الرياضة ومن خلالها، نظمها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وقال سعادته إن أهمية البرنامج العالمي لتنفيذ إعلان الدوحة تنبع من كونه يقدم أداة فعالة وممارسة عملية حول دور الرياضة في حماية الشباب وخلق فرص لهم لتطوير سلوكياتهم ومهاراتهم الحياتية وبما يحصنهم في مواجهة التطرف والعنف.
وأضاف: "لقد نجح هذا البرنامج ليس فقط في ابعاد الشباب عن الجريمة والمخدرات بل في تحويل هؤلاء الشباب الى رواد في مجتمعاتهم ينشرون القيم الرياضية والمبادئ السامية"، وأشار إلى وجود مساعي لإشراك بعض هؤلاء الشباب كضيوف علـى دولة قطر خلال استضافتها لكاس العالم سنة 2022، ليقدموا تجربتهم لشباب العالم في تلك المناسبة.
وشدد سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، على أن الدفاع عن النزاهة في الرياضة وسيادة القانون هو التـزام مؤسسي في دولنا، ودعا لأهمية محاربة الجريمة المنظمة بكافة أشكالها التي تسعى لتحقيق الربح السريع في مختلف قطاعات الرياضة، وذلك بطرح مجموعة من المقررات والمقترحات التي تساهم في مكافحة الفساد والحد من الجرائم المنظمة في الرياضة.
وأستعرض سعادته العديد من الجهود التي قامت بها دولة قطر للتوعية والتعليم فيما يتعلق بمكافحة الفساد والجريمة في مجال الرياضة، ومنها: "تنظيم اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، ورشة عمل لمناقشة النزاهة في البطولات الرياضية ووضع آلية تعنـى بمكافحة الفساد في القطاع الرياضي وتنظيم البطولات، وتوقيع دولة قطر ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة اتفاقية لمحاربة الفساد في قطاع الرياضة، وذلك لمساعدة الدول والمنظمات والأجهزة المعنية علـى محاربة الفساد داخل الهياكل الرياضية، إضافة الى توقيع اللجنة العليا للمشاريع والإرث ومكتب الأمم المتحدة المعنـي بالجريمة والمخدرات مذكرة تفاهم لمحاربة الفساد في الرياضة (ابريل 2019)".
وقال إنه تحقيقا لرؤية قطر الوطنية 2030، فقد استثمرت دولة قطر بشكل كبيـر في بناء وتطوير المرافق الرياضية وتطوير البنى التحتية وفقا للمعايير الدولية، مما أهلها لاستضافة مناسبات رياضية كبـرى بنجاح كبيـر.
وأكد سعادته في ختام كلمته أن دولة قطر تسعى دائماً إلى استضافة الاحداث العالمية الكبرى وتعزيز سبل دعم التعاون الدولي، وأشار في هذا الصدد الى بطولة كأس العالم لكرة القدم المقررة عام 2022، والتـي تعد الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي، ودعا الحضور إلى المشاركة في هذا الحدث التاريخي، كما أشار إلى سعي دولة قطر لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية 2030، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2032.
تجدر الإشارة الى أن المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة في فيينا المعني بالجريمة والمخدرات الدكتورة غادة والي ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جيانى انفانتينو أطلقا من فيينا شراكة عالمية لمحاربة الفساد في كرة القدم، حيث أكدا على أن محاربة الفساد هو تحدى كبير يواجه الرياضة في العالم وكل جوانب الحياة، وطالبا بتكثيف الجهود الدولية للتصدي لهذه الأفة الخطيرة التي تهدد التنمية واستقرار المجتمع.
كما تم التأكيد أيضاً على أن جائحة كورونا فرضت الكثير من التحديات على الرياضة الأوسع انتشارًا في العالم وهي كرة القدم، وأن دعم الرياضة في هذا التوقيت الهام هو أمر هام يستدعي إسهاماً فعالاً من قبل الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية.