في كلمة أمام لجنة المخدرات التابعة للأمم المتحدة في فيينا، قطر تؤكد بأن المخدرات تشكل تهديداً خطيراً لصحة البشر وأمنهم واستقرارهم وتقوض ركائز التنمية المستدامة، وتدعو الى تعاون دولي شامل لمواجهة هذا التهديد
أكدت دولة قطر أن مشكلة المخدرات العالمية لاتزال تشكل تهديداً خطيراً لصحة البشر وأمنهم وسلامتهم ورفاههم، وللنظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاستقرار في عدد متزايد من الدول، فضلاً عن تقويضها ركائز التنمية المستدامة.
وجاء في كلمة ألقاها سعادة الشيخ/ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية النمسا ومندوبها الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة في فيينـا، أمام اجتماعات الدورة 61 للجنة المخدرات التابعة للأمم المتحدة المعقودة في فيينا حالياً، أن القوة الاقتصادية للمنظمات الاجرامية لتهريب المخدرات باتت تتعاظم، في وقت تتزايد وتتنوع صلات تجارة المخدرات بالارهاب وتمويله، وبالفساد وبأشكال الجريمة المنظمة الأخرى مثل غسل الأموال والجريمة السيبرانية، الأمر الذي يستدعي مضاعفة الجهود المشتركة لمواجهة هذه التهديدات.
وأشار سعادة السفير القطري الى مسؤولية جميع الدول في ايجاد وسائل للتعاون وفق نهج متكامل ومتوازن وشامل يلتزم بغايات وأهداف الاتفاقيات الدولية الثلاث لمراقبة المخدرات، ويؤكد تعاضد وتكامل الاعلان السياسي وخطة العمل لعام 2009، والاعلان الوزاري الصادر عام 2014، ووثيقة الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2016.
ودعا سعادته الى تنفيذ التعهدات والالتزامات الواردة في تلك الصكوك والوثائق وفق مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وبقية الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها مبدأ الاحترام التام لسيادة الدول وسلامتها الاقليمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومبدأ التساوي في الحقوق، وإحترام خصوصيات الدول والأقاليم الثقافية والاجتماعية.
وتناول سعادة السفير في كلمته إستراتيجية قطر في مكافحة المخدرات، وقال في هذا الصدد بأن دولة قطر تنفذ إستراتيجية صارمة وشاملة ومتكاملة ومتعددة الاختصاصات في مكافحة المخدرات، يتكامل فيها إنفاذ قوانين حظر دخول المخدرات غير المشروعة الى البلاد، مع ضمان توفير المواد الخاضعة للمراقبة للأغراض الطبية والعلمية حصراً، ومكافحة غسل الأموال، وتدابير الوقاية لتحصين المجتمع، مع التركيز على الشباب والطلاب بشكل خاص، وعلاج المرتهنين.
وذكر سعادته أن دولة قطر تولي إهتماماً بارزاً بالتعاون الأقليمي والدولي، وتواصل مساهماتها السخية في دعم البرامج الأقليمية والدولية لمكافحة المخدرات، وبينها مساهمتها في البرنامج العالمي لتنفيذ إعلان الدوحة، والذي أشار اليه تقرير المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وأكد سعادة السفير الشيخ / علي بن جاسم آل ثاني في ختام كلمته بأن دولة قطر يسرها أن تعلن بأن مشاريع البرنامج العالمي لتنفيذ إعلان الدوحة بدأت تؤتي ثمارها في بلدان عديدة عبر تحصين المجتمعات وخاصة الشباب من المخدرات والجريمة، داعياً الدول الى تقديم الدعم لمكتب الأمم المتحدة في فيينا لتنفيذ برامجه، كما حث المكتب على تقديم المساعدة التقنية للدول النامية حتى تتمكن من وضع وتنفيذ برامج واستراتيجيات مجتمعية وأسرية ومدرسية للوقاية من المخدرات.